الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث وفق اخر خبر: هكذا استقطبت الجماعات الارهابية الأمنيين والعسكريين

نشر في  02 جوان 2015  (10:36)

تعتمد الجماعات الارهابية في استقطابها للامنيين والعسكريين، حسبما اثبته التحقيق على طريقتين، الأولى تعتمد على الدمغجة وتبني الأفكار الجهادية، والثانية ترتكز على الاغراء بمبالغ مالية مقابل تقديم خدمات.

 وتتمثل الخدمات التي يمكن ان يقدمها الأمني أو العسكري المستقطب بالأساس في تسريب أسرار الثكنات والدوريات القارة والمتحركة وجميع المعلومات عن المداهمات وكشف مخططات أمنية وعسكرية، كما يمكن لهؤلاء ان يسهلوا على الجماعات الارهابية استهداف بعض الدوريات أو العناصر الامنية والعسكرية أو استدراج زملائهم فضلا عن إمكانية تدخلهم لتسهيل تمرير شحنات من الأسلحة والأدوية والمواد الغذائية والعناصر الارهابية والمفتش عنهم من وإلى المعسكرات الارهابية.
 
كما تتمثل الخدمات التي يقدمها الامنيين في مدهم بقائمات لأسماء الإطارات الأمنية وعناوين منازلهم ومواقيت التحركات الامنية والتعزيزات، فضلا عن قائمات للمقرات الامنية وصور لها من الداخل ورسوم للثكنات وهيكلة التشكيلات الامنية والعسكرية وعددها.
 
وتعتمد الجماعات الارهابية على توظيف واستقطاب الامنيين والعسكريين للاستفادة من تكوينهم واستغلال درايتهم بخصوصية العمل الأمني والعسكري بالإضافة إلى الاستفادة من عاملي الخبرة والتدريب خاصة على استعمال السلاح وهو ما يوفر عليهم عبئ التدريب وما يتطلبه.
 
وقد ثبت قضائيا وأمنيا أن هذه الجماعات تمتلك قاعدة بيانات مهمة حول عدد من الامنيين سواء المستهدفين بالتصفية أو بالتوظيف، وتعتبر عملية سليمان أبرز مثال على ذلك باعتبار أن قيادة هذه المجموعة كانت للأمني المعزول لسعد ساسي الذي كان أميرا لهذه المجموعة في 2006 فضلا عن تورط الامني المعزول عز الدين عبد اللاوي في اغتيال الشهيد شكري بلعيد.
 
واثبتت التحقيقات أن قيادات متطرفة عملت على اختراق المؤسستين الامنية والعسكرية منذ أن أصبح لها موطئ قدم في تونس حيث أصدرت تعليمات لأنصارها الذين لم يقوموا بالخدمة العسكرية، منذ 2012، بحلق ذقونهم والتوجه إلى الثكنات لأداء الخدمة العسكرية بهدف اختراق المؤسسة، وتبعا لذلك فقد تم إعلام المؤسسة العسكرية التي تفطنت إلى وجود العديد من العناصر التي التحقت بالجيش بهدف الاختراق، وقد تم آنذاك، وفق ما أكدته به مصادر مقربة من المؤسسة العسكرية، القبض على حوالي 8 عناصر من هؤلاء المخترقين.
 
كما اعطت هذه القيادات تعليمات لأنصارها الذين تتوفر فيهم شروط الانتداب كأعوان أمن بالتقدم بملفات بغرض الانتساب إلى المؤسسة الامنية واختراقها، إضافة إلى سعيها لاستقطاب الأمنيين والعسكريين المعزولين أو المتقاعدين، حيث اكد العقيد السابق بالجيش الوطني منصف الزغلامي أن عددا من العسكريين المتهمين في قضية براكة الساحل لسنة 1992، تعرضوا إلى محاولات استقطاب من قبل بعض التيارات المتطرفة عن طريق رسائل مجهولة المصدر تدعو إلى الجهاد والالتحق بالعناصر الجهادية أو تقديم المساعدة.
 
وقد اثبت التحقيق حسب ماورد في صحيفة "أخر خبر" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء 02 جوان 2015، تعامل جهات امنية مع جهات متشددة من خلال بعض المحجوز، حيث تم العثور على صور شمسية لمبنى سرية التدخل من الداخل والخارج بولاية سيدي بوزيد بوكر للارهابيين فضلا عن رسم بياني لمقر سرية التدخل بولاية سيدي بوزيد وفرقة التدخلات السريعة.
 
وأشارت الصحيفة الى حادثة ثكنة بوشوشة، التي راح ضحيتها 8 عسكريين وجرح خلالها 17 آخرين، إلى جانب حوادث أخرى شهدتها المؤسسة العسكرية، فتحت الباب للحديث عن إمكانية اختراق هذه الاخيرة من طرف جماعات ارهابية خاصة وأنها سعت في أكثر من مناسبة لاستقطاب وتجنيد عدد من العسكريين والامنيين لتسهيل عملياتها.